" غازي" طفولة منسيه
رانيا عبدالله . تعز
الطفولة في وطني تمزقت وتبعثرت على الارصفة.. حينما تصبح الطفولة على الهاوية وقتها نفقد ملامحَ إنسانيتنا لنتحوّل عراةً مِن ضمائرنا وهاهم ساسة بلادي يتجولون عراة من الانسانية وبلا حشمة في فنادق الترف والفخامة ..
في مدينة تعز القابعة تحت الحصار والقصف تجد مئات الاطفال بلا طفولة بل كهول ينهكهم التعب ويكدرهم الهم وتقتلهم الحاجة تماماً كما فعل الفقر والحرب بالطفل غازي علي بن علي وشقيقه من مديرية جبل حبشي فالفقر والحاجة اجبرتهم على ترك الدراسة و السفر للمدينة ليعملا طوال النهار حتى يجمعا القليل من المال ليسدوا جوع اخوتهم الصغار ووالدتهم ووالدهم العاجز طريح الفراش ..
ظل غازي واخاه يعملان في بيع السجائر لاحد التجار مقابل 500 ريال باليوم فما كان منهم الا ان يجمعا المبلغ الذي يحصلان عليه ويرسلوه لاسرتهم الفقيرة لتشتري به الاسرة القليل من القمح وشيئاً يسير من الارز .. ليجدوا انفسهم على الرصيف جوعى لا يجدوا ما يأكلونه سوى وجبة واحدة فقط باليوم .
اصيب غازي بسوء تغذية ولم يعد يحتمل الجوع، غازي ابن العاشرة لا يتعدى وزنه 8 كيلو جرام ، جسده الهزيل لا يقوى على الوقوف او الاستمرار في العمل .
نُقل غازي الى مستشفى المظفر وسط المدينة وما زال فكره مشغولاً بعائلته .
غازي في غرفة الرقود عيناه تحملان الف حكاية قهر وغصة مدينة صابرة من اسم جبلها " صبر " تلاعب بطفولتها سماسرة وعملاء الحرب ..
حرب جعلت اطفال المدينة إما في المقابر او مبتوري الاطراف او على ارصفة الشوارع يبحثون عن وطنهم الضائع وطفولتهم الغائبة .
يصرخ الكون مِن كُبر وجع اطفال مدينتي كوجع غازي وغصة حياته..
صغاراً يواجهون قُبح الحياة ويبصقون في وجه من ارتضوا بيع الوطن وسحل الانسانية .
لاتنسى مشاركة: " غازي" طفولة منسيه على الشبكات الاجتماعية.
المزيد من الصور حول " غازي" طفولة منسيه:
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟